مع تقدم التكنولوجيا والحاجة المتزايدة للتطور في المجالات الذكية، أصبح الذكاء الاصطناعي من أهم الابتكارات التي تم تطويرها في عالمنا الحالي. وبالرغم من أن هذا المجال يبدو جديدًا، إلا أن تاريخه يعود إلى عقود من الزمن، حيث بدأ التفكير في فكرة “الذكاء الآلي” منذ عشرات السنوات. لذلك، سنستعرض معًا في هذه المقالة مراحل تطور الذكاء الاصطناعي وكيف استطاع المهندسون والخبراء في هذا المجال تحقيق إنجازات كبيرة وتطوير تقنيات رائعة لخدمة بشرية.
المصدر : www.bayancenter.org
مقدمة عن مراحل تطور الذكاء الاصطناعي
تستعرض هذه المدونة مراحل تطور الذكاء الاصطناعي عبر العصور، حيث بدأت منذ القدم في الأساطير والقصص والشائعات التي تحدثت عن كائنات اصطناعية موهوبة بالذكاء والوعي. لكن المسار التطوري للذكاء الاصطناعي تغير كثيرًا عبر السنين، حيث مرت العملية التطويرية بخمس مراحل رئيسية، ينبغي تذكير أن أهم هدف هو مزامنة الذكاء الاصطناعي مع الذكاء الإنساني، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات المختلفة، مثل السبل التي تعمل بها الجهات المختلفة كالأفراد أو الشركات أو المؤسسات في الوصول إلى الأدوات والاستراتيجيات المناسبة للنجاح في التحول للذكاء الاصطناعي.
مرحلة فهم الأشياء
في مرحلة فهم الأشياء، تركز تطوير الذكاء الاصطناعي على فهم سياق العالم الذي يعيش به. يعني ذلك تعريف الأشياء الأساسية مثل الأشكال والألوان والحجم والأدوات بمساعدة العديد من التقنيات. عند توفير هذه المعلومات، يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على الأنماط وتحليل المعلومات الخام بشكل أفضل، وبالتالي تحقيق أداء أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر فهم الأشياء بمثابة الخطوة الأولى لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعلم الآلي والتعرف على الوجوه وإدارة المخزون والروبوتات وغيرها من القطاعات الصناعية. هذه المرحلة هي أساس لجميع الاستخدامات اللاحقة للذكاء الاصطناعي، حيث يصبح التمكن من فهم العالم من حولنا أكثر دقة وفعالية.
مرحلة خلق علاقات بين الأشياء
في مرحلة خلق علاقات بين الأشياء، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لربط أشياء مختلفة ببعضها البعض، وخلق علاقات بينها. هذه المرحلة تعد من أهم مراحل تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث يتعلم الكمبيوتر كيفية الربط بين الأشياء بدءًا من استخلاص المعلومات المهمة عن كل شيء وتحليلها حتى يستطيع إيجاد طرق لربطها بأسلوب ذكي ومنطقي. ومن المثاليات التي استخدمها الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة، المجموعات التصنيفية والعلاقات بين الأشياء، والمواقف والأحداث، والدول، والزمن، والأسباب. ومن خلال التعلم المستمر وتطوير الذكاء الاصطناعي، يمكن للكمبيوتر تحليل المعلومات بطريقة أكثر دقة وشمولية، وخلق علاقات متعددة ومعقدة بين الأشياء، مما يجعله قادرًا على التنبؤ بالأحداث المستقبلية واتخاذ قرارات متقدمة وصحيحة بشكل أكبر.
مرحلة إدراك الشبكة العصبية الاصطناعية الأولى
في مرحلة إدراك الشبكة العصبية الاصطناعية الأولى تم نمذجة شبكة عصبية بسيطة باستخدام دوائر وهذا كان من الأسس الهامة لتطور الذكاء الاصطناعي. وتضمنت هذه المرحلة القدرة على الإدراك والتعلم بشكل أفضل للآلة المزودة بالذكاء الاصطناعي. ومن هذه المرحلة بدأت العلوم المحيطة بالذكاء الاصطناعي في التركيز على مجال الشبكات العصبية الاصطناعية الأكثر تطوراً والتي تعتبر اليوم أحد أهم مجالات الذكاء الاصطناعي. يُعَدُّ هذا التطور من الخطوات الكبيرة في مسيرة الذكاء الاصطناعي، وساهم في تعزيز قدرة الآلة على حل المشاكل التي تتطلب منها تحليل كمّي كبير من البيانات المختلفة. ويبرز من هذه المرحلة أهمية الإدراك في تقديم حلولٍ وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في المراحل التالية.
تطور الذكاء الاصطناعي في العصور القديمة
خلال العصور القديمة، شاعت الأساطير والقصص والشائعات عن الكائنات الاصطناعية الموهوبة بالذكاء أو الوعي من قبل الحرفيين المهرة، ولكن لم يكن هناك توظيف عملي لهذا النوع من الذكاء في تلك الفترة. وكانت أفكار العلماء والباحثين في هذا المجال تتراوح بين النظريات الفلسفية والفرضيات العلمية، وكانت تعتبر تلك الفترة بمثابة البداية التي قلما يتحدث الناس عنها، لكنها تعتبر الجزء المهم والأول في تطور الذكاء الاصطناعي. وقد انطلق الباحثون في العمل على تصميم وتطوير نماذج للأجهزة والآلات التي تتمتع بالذكاء الاصطناعي طوال العصور اللاحقة، وهكذا استطاعوا التحقق من فعالية هذه الأجهزة في العمل العملي والتطبيقات العملية. العصور القديمة بادرة جيدة تؤشر على توجه المجتمع نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه في جميع الميادين والمجالات، لمساعدة البشرية في إيجاد حلول للعديد من المشكلات.
فترات التفاؤل والنجاح والنمو في تاريخ الذكاء الاصطناعي
شهد تاريخ الذكاء الاصطناعي فترات من التفاؤل والنجاح والنمو، حيث قدمت هذه التقنية العديد من المزايا الهامة في أداء الأعمال وتحسين صنع القرارات وزيادة مستوى الأتمتة والدقة في التطوير. ولكن رغم ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي لم يكن دائمًا رحلة هادئة، حيث شهدت فترات من خيبة الأمل والانكماش وإعادة التجميع. ومع ذلك، فإن هذه التجارب المحبطة لم تمنع العلماء والباحثين من مواصلة التطوير وتطوير الذكاء الاصطناعي ليصبح أكثر فعالية وتطبيقية في القطاعات العلمية والاقتصادية والاجتماعية.
فترات من خيبة الأمل والانكماش وإعادة التجميع
في فترات التاريخ الحديثة، شهد الذكاء الاصطناعي بعض الفترات التي عانى فيها من خيبة الأمل وانكماش في التقدم، مما دفع إلى إعادة التجميع والبحث عن الأساليب الأكثر فعالية. وقد تميزت هذه الفترات بالتراجع في التمويل والاستثمار المخصص للذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى بطء في التطور والتقدم. ومع ذلك، تمكن الباحثون من اكتشاف طرق جديدة وفعالة لتعزيز التطور والتقدم، مما أعاد الحياة إلى هذا العلم الحيوي. وبالنظر إلى الحالة الراهنة، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يواجه التحديات التي تعد الأخطر على الإطلاق، ويحتاج إلى جهود متواصلة لتجاوزها، للوصول إلى مستويات عالية من العلوم الحديثة.
مراحل تطور الذكاء الاصطناعي الحديثة
تعد مراحل تطور الذكاء الاصطناعي الحديثة من بين الأكثر إثارة للاهتمام والتشويق. وتتمثل هذه المراحل في تحقيق تقدم جذري في مجالات الروبوتات الذكية والتعلم العميق Deep Learning وشبكات الأعصاب الاصطناعية. فقد ساهمت ثورة التقنيات الحديثة وتوفر كميات كبيرة من البيانات المتاحة في تسريع وتعميق البحث في هذا المجال، وجعل التطوير فيه أمرًا ملحًا وضروريًا. وتتمحور المراحل الحديثة حول التوسع في مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات والحياة اليومية، فضلا عن العمل على تجاوز التحدي الأبرز في التطوير وهو تحقيق الذكاء العام وإمكانية تفوقه على البشرية في مختلف الجوانب. ويتطلع الكثيرون إلى أن يشهدوا مزيدًا من التحديثات والابتكارات في هذا المجال خلال السنوات المقبلة.
الحكاية التي قدمتها الأختان تشاوسكي في 2090
تغوص هذه المدونة في تطور الذكاء الاصطناعي من خلال مراحله التاريخية، إلا أنها تستكشف أيضًا الحكاية التي قدمتها الأختان تشاوسكي في عام 2090. تقول الحكاية إنَّ الذكاء الاصطناعي قد طغى على الذكاء البشري في ذلك الوقت وأن الإنسانية أصبحت تعاني من الآلات الفائقة الذكاء والتي احتكرت القرارات ولزم الناس الاعتماد عليها لإدارة حياتهم اليومية وتحقيق طموحاتهم المستقبلية. بالرغم من أن هذه الحكاية خيالية، فإنَّ تلك الصورة المجسدة فيها يمكن أن تشير إلى التحدي الأبرز الذي تواجهه التكنولوجيا في مجال الذكاء الاصطناعي وهو تطوير الذكاء العام كنوع من الذكاء الذي يتمتع به الإنسان العادي.
التحدي الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي General Intelligence
تمثل General Intelligence أو القدرة على الفهم العام لأي مهمة فكرية التحدي الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي. وتستوجب هذه القدرة الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي للدمج بين التعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية. يفتقر الذكاء الاصطناعي حاليًا إلى القدرة على الاستيعاب العام لجميع المهام الفكرية والعينية التي يمكن أن يقوم بها الإنسان، مما يجعله غير كامل وغائب عن تحقيق مرتفعات درجات الذكاء البشرية. ومن أجل حل التحدي الأبرز في مجال الذكاء الاصطناعي، يحتاج المتخصصون إلى الاستمرار بالعمل والبحث والابتكار لتطوير وتمكين الذكاء الاصطناعي لاستيعاب وفهم أعمق وأوسع للمهام الفكرية، وأيضاً إنتاج أسس جديدة في تصميم الأنظمة والتعلم الآلي من أجل تحقيق هدف الذكاء الاصطناعي الشامل والمتطور.
